منهج المحدثين في توثيق السنة وأثره على البحث العلمي في عصرنا الحالي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملكة العربية السعودية

المستخلص

هذا البحث يهدف إلى التعرف على منهج المحدثين في التأليف، والتصنيف، والنقد، ومكانة هذا المنهج بين المناهج الحديثة والوقوف على دقة المنهجية العلمية التي اتبعها علماء الحديث ، في الانتقاء والتصنيف ومعرفة المراحل والأدوار التي مرت بها السنة منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وإلى وقتنا هذا وكذلك يهدف إلى معرفة الدقة المنهجية التي أحاطت بها هذه الأمة من خلال رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح البحث أن مناهج المحدثين شيء ملازم ومقارن ومصاحب للسنة النبوية في كل أدوارها وجميع مراحلها، وبين فضل أهل الحديث، وما قاموا به من جهد عظيم في سبيل الحفاظ على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنهم جمعوا بين الرواية والدراية ، وأن عندهم من العلم بأحوال الرواة وأسمائهم وأنسابهم وكناهم ومعاني الألفاظ والمتون ما ليس عند غيرهم، فالمنهج الذي اعتمده المحدِّثون في دراسة السُّنة وجمعِها وتدوينِها وتبويبِها، وتمييزِ صحيحها من سقيمها، وتخليصِها ممَّا لُصِقَ بها من موضوعاتٍ وغيرِها لَيُعتبر إنجازاً بشريًّا رائعاً، حاز به المُحدِّثون إعجابَ المُنصِفين من أعداء الدِّين، فهو عِلمٌ غيرُ مسبوقٍ في تاريخ البشرية بأسرها، ابتكره المحدِّثون ليكون عِلْماً إسلاميًّا صِرْفاً، فحَفِظوا السُّنة النبوية وحَمَوها من عبث العابثين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين، وقد بذل الصحابة والتابعون وتابعو التابعين من أهل العلم جهوداً عظيمة في حفظ السنة النبوية؛ حتى وصلت إلينا واضحة نقية من الشوائب فظلَّت باقيةً، وستظل أبدَ الدَّهر إلى أنْ يقضيَ الله أمراً كان مفعولاً .
 وبين البحث أن المحدثين راعوا طبيعة الأخبار التي أوجدت عندهم قواعد وظفوها في فهم الروايات ونقدها، وأصبحت هذه القواعد مرجعيات مهمة في نقد السنة، إضافة إلى طريقة التوثق من صحة ما نَسب الراوي له، والتي يعمل المحدثون من خلالها بتتبعهم الرواية ومقارنتها، والاستفادة من الرصد الدائم لما يأتي به الرواة في السنة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية